تتضارب الآراء حول قضية التحرش بالفتيات و النساء في الأماكن العامة، فهناك من يصر على أنها ظاهرة من الظواهر الدخيلة على تقاليدنا و هناك من يقول أنها نتيجة لعوامل متشابكة، لكن الذي لا يختلف عليه اثنين كون هده السيمة المشينة و التي أصبحت مسألة عادية نعايشها و نتعايش معها في مجتمعنا لها أسباب و دوافع كما أن لها مخاطر جمة. و السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل معاكسة الفتيات تأكيد لفحولة الرجل؟ أم هي إرضاء لغرور المرأة؟
علاقة الرجل بالمرأة في مجتمعنا: بعيدا عن الكلمات الرنانة و الشعارات المرفوعة التي تقتضي المساواة و دمج المرأة و أيضا المطالبة بحقها في التعبير على ذاتها، و بالنزول إلى أرض الواقع المعاش، تبقى ملامح أعرافنا القديمة واضحة و مكانة الرجل كأسد البيت الدى لا يجادل لم تتغير له صلاحية الأمر و النهي… تلقن المرأة هدا الدرس مند نعومة أظافرها عن ظهر قلب لتتقوقع و تعتبر عنصر مستضعف مهمش وجد لتكون له مهام محددة تماما كآلة. حتى ادا تكلمت أو رفضت و طلبت النقاش قيل أنها تمردت. فتبقى الفتاة عندنا أمام خيارين كلاهما مر: فإما أن تولي تباعيتها و إما أن تثور إلى حد الخروج عن الخطوط الحمراء فالضغط يولد الانفجار، غير سالكة خيارا آخر وسط لأن قدرة الاستيعاب و التفريق بين الأمور عندنا ما تزال بسيطة
دور ما نشأنا عليه في قضية التحرش: من هدا المنطلق و مع قليل من الجهل فالرجل لا يجد أي جدار يفصله عن انتقاد المرأة ابتدءا من أخته، زوجته، و حتى الفتاة في الشارع ادا حثته ضرورته لدلك و التي تستفزها عوامل مختلفة منها بالدرجة الأولى المظهر الخارجي للفتاة (الضحية الجانية على نفسها) فرغم أنها لا تفعل غير ممارسة حقها الطبيعي إلا أنها أحيانا تبالغ فيه بارتدائها لملابس مثيرة تبرز مفاتنها أ بوضعها لمساحيق تجميلية جريئة و ملفته للانتباه. الأمر الذي يعتبره الرجل ( الجاني الضحية) دعوة صريحة مفتوحة ليعرب لها عن إعجابه، حينها تحس هده المرأة بنوع من القوة و الانتصار و السيطرة على هدا الرجل الذي لطالما أرعبها و بدلك ترضي غرورها كأنثى.
و أحيانا تكون نعمة الو بالا حرى نقمة الجمال هي السبب المباشر للتعرض إلى التحرش بطريقة فظيعة و الذي يدعوا إلى استيائهن – هده الشريحة من الفتيات- كون أن الناس لا يحركون ساكن ادا رأوا مثل هدا التعدي و رغم أن الفتاة تكون ملتزمة و توقر نفسها و أحيانا توجه لهن نظرات اتهام ما لذنب إلا لأنهن يعاكسون في الشارع.
و من جانب آخر نلاحظ أن الأوضاع قد احتدمت و ضاقت بالرجل: مشكل البطالة، تردي الأوضاع المالية، و غلاء مهور بنات منطقتنا… و سيل الموضة الذي جرف كل فتياتنا و جعلهن يسرن في الأماكن العامة كاسيات عاريات، غير آبهة بالذئاب البشرية الشرهة المتلهفة و قل تتفاقم الأوضاع إلى الجريمة أحيانا.
نصيحة: قضية التحرش أكبر من مجرد ظاهرة و هي المسهلة للانحلال في شوارعنا. فليس من العدل أن نحث الرجل على غض النظر و أن ندافع عن الآئي يلبسن المينيجوب فلكل مساهمته في هده الإشكالية. على الرجل أن يترفع و يغض بصره كما أن على المرأة أن تتقي الله في ملبسها فنحن نبقى في الأول و الآخر بيئة محافظة. و حتى المجتمع نفسه مذنب فيا أيها الآباء ادا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه.
لقد ظهرت مؤخرا عادة جديدة و أصبحت البنات بدورها تعاكس الشباب