مَجموّعة مِن الصِوّر النَادِرة مِن مَكتَبة الكُونَغرِس للمُستَعَمرّات
الأمَريكِية /المُستعمرة الأمَريكية في القُدّس لِمُدينة الكوفة سَنة 1932
ميلاّية, وتَظهر فيها المَناظر الطَبيعية ونهر الفُرات وحَياة النَاس.
تَقع مَدّينة الكوفة عَلى ضِفاف نَهر الفُرات عَلى بُعد 170 كم جَنوب
بَغدّاد و 10 كم شِمال شَرق النَجف الأشرف, وتَضُم المَدّينة الجَامع
الكبير, واحد مِن أقدم المساجِد في الأسلام الذي بُني سَنة 638 ميلاّية
عَلى يدّ القَائد سَعد بن أبي وقاص بأمر مِن الخَليفة عُمر بِن الخَطاب رضي
الله عنه.
بَعد هَزيمّة الجيش البِيزنطي بِقيادّة هَرقل عَلى يَدّ جَيش المُسلمّين
والعرّب بِقيادّة خَالِد بِن الوليد في مَعركة اليَرموك قُرب نَهر اليرموك
في شِمال أمارة الأردن وهَزيمة الفُرس بِقيادّة رُستم فرّخزاد عَلى يَدّ
جَيش المُسلمّين والعرّب بِقيادة سَعد بِن أبي وقاص في القَادسية جَنوب
أمارة العِراق, أذنت هَذه الأنتِصارات الى فَتح مَدّينة الكوفة عَلى يَدّ
الصَحابي سَعد بِن أبي وقاص في يناير كانون الثاني سَنة 637 ميلاّية, حيثُ
أسسها وقاص كَمُعسكر مُتاخم لِمدّينة الحيرة ومُنحت أسم الكوفة نسبةً الى
مقولته لِجيشه "تكوفوا في هذا المُكان" أي أجتمعوا.
صارَت الكوفة قَاعِدة لِجيش المسلمين والعرّب لِمُهاجمة المَدّائن حاضِرة
الفُرس الساسانيين, حتى تَمكنَ المُسلمين مِن فَتح المَدّائن بِمعركة
المَدّائن بين يناير كانون الثاني ومارس أذار سنة 637 ميلاّية.
خِلال خلافة الخليفة عُمر بن الخطاب وخلافة الخليفة عِثمان بِن عفان رضي
الله عنهما, أنتقلت العَديد مِن القبائل العرّبية مِن الحُجاز واليَمن
ونَجد الى مَدّينة الكوفة في الفَترة بين 637-651 ميلاّدي ومِنها قَبائل
الكِندي والأزدي, ولَعبَ موقعها الجُغرافي على ضِفة النهر وخصوبة تربتها
الدور الأكبر بذلك.
في خِلافة الخَليفة علي بِن أبي طالب رضي الله عنه, أتخذَ مَدّينة الكوفة
عَاصمةً للخِلافة الراشدة, وبرزت للكوفة مكانة أستراتيجية مُهمة في السياسة
بِما تملكه مِن قيادّة وموقع جُغرافي و ثروات زِراعية وتِجارية.
أزدهرت الكوفة أيضاً خِلال الخِلافة الأموية حيث أمرَ الخَليفة عبد الملك
بِن مروان بِدمج الكوفة والحيرة في سَنة 691 ميلاّية, وكانت تُسمى قَديماً
بأسم "كوفان", وخِلال الفَترة بين 750-766 ميَلاّدي أتخذَ العباسيين
مَدّينة الكوفة عَاصمة للخِلافة العَباسية.