أعلن العلماء تطويرهم عقارا من الخلايا الجذعية قادرا – بحقنة واحدة لا أكثر - على إصلاح 50 في المائة على الأقل من التلف والأعطاب التي تصيب القلب في أعقاب نوبة تصيبه... وبدون أعواض جانبية. وقالوا ايضا إنه سيصبح متاحة للمرضى في غضون فترة لا تتجاوز خمس سنوات.
وبوسع العقار، المأخوذ من نخاع العظم لدى الأصحاء من الشباب اليافع، أن يقي المرضى الذين تعرضوا لنوبة قلبية من تلقي نوبات أخرى فرعية وأن يحسن كثيرا كثيرا من قدرتهم على ممارسة الأنشطة الطبيعية التي اعتادوا عليها. ووفقا للعلماء فإن 40 في المائة على الأقل من مرضى القلب سيستفيدون من مزاياه على هذه النحو.
والعقار، المسمى Revascor «ريفاسكور» يخضع حاليا للمراحل الأخيرة من التجارب المعملية، ويقول العلماء إن بالوسع صرفه لأي مريض بالقلب. وكانت مراحل اختباره الأولى، في معامل مركز «ميزوبلاست» الاسترالية الذي يقف وراء تطويره، قد أوضحت أنه قادر على إصلاح الأعطاب التي تصيب القلب بنحو 50 في المائة على الأقل. وأيضا فإن احتمالات تكرر النوبات تنخفض بنحو 80 في المائة لدى اولئك الذين يتلقون الحقنة.
ونقلت صحيفة «ديلي اكسبريس» البريطانية عن الدكتور جوناثان هيل، أخصائي أمراض القلب بمستشفى جامعة «كينغز كوليدج» في لندن، قوله: «هذا اختراق علمي مثير حقا لأنه يعني الكثير بالنسبة لمرضى القلب. فاولئك الذين يصابون بنوبات حادة يقضون شهورا وسنينا بعدها وهم يتأرجحون بين المرض والعافية. وفي أغلب الأحوال فإنهم لا يستطيعون العيش كما اعتادوا لبقية الحياة. هذا العقار سيغيّر كل هذا ويبشّر خيرا بالنسبة لمئات الآلاف في كل من تلك الدول التي سيتوفر فيها». ويذكر أن مستشفى «كينغز كوليدج» هو أحد 37 مركزا سيجرّب فيها العقار الجديد حول العالم.
ويقول العلماء في مركز «ميزوبلاست» إن التبرع بخلية جذعية واحدة يتيح خلق ملايين الخلايا المتفرعة منها التي تسمى MPC «إم بي سي». وبمقدور هذه الخلايا المولَّدة إعادة الفعالية الى عضلات القلب وأن تتوجه فورا الى مركز الإصابة لتعزز تحصينات القلب ضدها. ولأن الشرط الأساسي هو أن تؤخذ الخلايا الجذعية الأساسية من صغار الشباب، فهذا يعني أن الجيل الجديد يمد يد العون الصحي الهائل للأجيال القديمة التي صارت معرضة للإصابة بأمراض القلب في أي لحظة وبدون سابق إنذار.
ومن شرط تلقي حقنة العقار الجديد أن يكن المريض قد وصل الى المستشفى في غضون 12 ساعة من إصابته بالنوبة القلبية. وفي هذه الحالة فسيتلقى ما بين 12.5 مليون و25 مليون خلية من عقار «ريفاسكور». ولأن هذا يحوي مضادات حيوية أضيفت الى خلايا «إم بي سي» فليس من سبيل لأن ترفضه تحصينات الجسد الطبيعية ضد الأشياء الدخيلة. ولهذا فيمكن حقن أي مريض به بدون خوف من مضاعفات جانبية.