شفق نيوز/
تزامنا مع حلول اول يوم من عيد الفطر، القى زعيم المجلس الاعلى خطبة صلاة
العيد على مسامع عدد من اتباعه أعلن فيها عن جملة من التغييرات في اسم
وشعار وهيكلية كتلته السياسية، في حين دعا الكتل الى الجلوس على طاولة
الحوار لحل الخلافات والقضايا العالقة فيما بينها.
خطة سياسية جديدة وقال زعيم المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم في خطبته وحضرتها "
شفق نيوز"
إن "على جميع الكتل السياسية مراعاة اهمية الحفاظ على الدستور والالتزام
بكافة مواده والحفاظ على هيبته وعدم السماح بأي تشكيك او تضعيف أمام الرأي
العام، وهذا لايمنع تعديل بعض فقراته وفق ما نص عليه في البنود، الا انه ما
زال موجودا يجب الالتزام به واحترام صلاحياته".
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي
قد دعا الى تعديل الدستور الحالي بما يحقق دولة المواطنة واعتماد الأساس
الوطني والانتماء للوطن بعيدا عن بقية الانتماءات، واصفا الحكومة الحالية
والدستور بأنهما بنيا على أساس قومي وطائفي، إلاّ ان سياسيين أكدوا على ان
تعديل الدستور سيواجه صعوبات في تنفيذه.
وأضاف الحكيم ان "مراعاة
التوازن الاجتماعي التي تمثل كافة محافظات البلاد والاعتماد على الدولة وفق
النظام الديمقراطي، وتعزيز الشراكة بين المكونات التي تمثلها القوى
السياسية هي القوة الحقيقية والمدخل الوحيد للبلاد"، مبينا أن "الكتل
الموجودة مادامت تمثل اطياف ومكونات الشعب فان غياب اي منها يعني غياب احدى
تلك المكونات".
وتؤكد بعض الكتل السياسية على
عدم مراعاة مبدأ التوازن في تشكيلة الحكومة الحالية، مطالبين في الوقت نفسه
بضرورة ان يتمّ تسوية هذا الامر وفق الاتفاقات المبرمة بينها ضمن مبادرة
اربيل لرئيس الاقليم مسعود البارزاني.
ودعا الحكيم الى توطيد اواصر
الشراكة الوطنية الحقيقية من خلال الجلوس على طاولة الحوار، مؤكدا على ان
"هذا الامر يتطلب مصارحة وتنازل الاطراف بعضها لبعض لتحقيق الشراكة بكل
مالها وما عليها"
ودعا ايضا الى وضع خطة
ستراتيجية وطنية تشمل جميع مرافق الدولة وبكافة قطاعاتها الزراعية
والصناعية، وتوطيد اللحمة الوطنية لمعالجة مشكلة تفشي البطالة والفساد
المالي والاداري في مؤسسات الدولة ودوائرها"، مشددا على ان "هذه الخطة يجب
ان تكون من اولويات الكتل السياسية في المرحلة المقبلة".
وطالب الاجهزة الامنية ان
"تبادر في مباغتة الارهاب لحماية المدنيين من القتل العشوائي الذي طال
العراقيين بانتمائاتهم المختلفة خلال شهر رمضان المبارك، مؤكدا على ضرورة
تنفيذ الاتفاقية الامنية المبرمة بين العراق والولايات المتحدة وانسحاب
قواتها في الموعد المقرر لها نهاية العام الحالي".
كتلة المواطن والشعار الاصفروفيما يخص التوجه والعمل
السياسي لـ"كتلة شهيد المحراب"، أعلن الحكيم عن تغيير تسمية الكتلة إلى
"كتلة المواطن"، وتغيير شعار المجلس الاسلامي الاعلى الى اللون "الاصفر".
وبيّن الحكيم أن اعتماد اللون
الاصفر في شعار المجلس جاء وفقا لما ينسجم مع والواقع السياسي الحالي
للمجلس، والنخلة العراقية الموجودة فيه هي من ضمن الشعار مع خارطة العراق
واللوان العلم العراقي".
وأوضح الحكيم أن "اللون الاصفر
يرمز الى الحماسة والشجاعة والقوة كما يعبر عنه علماء الالوان، وهذا اللون
كما يعبر عنه القران الكريم يسر الناظرين، ويعبر عنه علماء النفس بأنه يبعث
على الاطمئنان وهذا كله ينسجم مع نوايا المجلس الاعلى الاسلامي"، مؤكدا
على ان هذا التغيير ليس الاول للمجلس، والشعار الجديد يحمي معالم الشعار
السابق".
وأعلن الحكيم عن تغيير اسم
كتلته السياسية من "كتلة شهيد المحراب" الى "كتلة المواطن، موضحا أن "تسمية
كتلة المواطن ينسجم مع مشروعنا الذي يرتكز على المواطن واصلاح اموره
المعيشية، وكل ما يبذله المجلس من جهود يرتبط بالمواطن لذلك كانت هذه
التسمية".
"الشعوب العربية سقوط الدكتاتوريات"وبشأن الاوضاع الحالية للدول
العربية بارك الحكيم للشعب المصري والتونسي والليبي سقوط انظمتها
الديكتاتورية، واضاف معاتبا "نحن باركنا ونبارك ونتمنى كل الخير للشعوب
العربية المتحررة من الانظمة الدكتاتورية وان كانت لم تبارك لنا سقوط
صدام".
وتابع بالقول إن "انظارنا شاخصة
لمجريات التغيير في الدول العربية، وليس لنا سوى ان نقف مع الشعوب
وارادتها، ونقف داعمين لكل خطوة إصلاحية يشمل شعبنا العربي ونتحفظ على كل
سلوك يؤدي الى اراقة الدماء".
يذكر ان رئيس الوزراء نوري
المالكي حذَّر، في وقت سابق، من ان تتعرض التظاهرات الشعبية (في بعض الدول
العربية) الى تسييس ممن وصفهم بلصوص الثورات، مؤكدا على ضرورة ان يرافقها
وعي كامل والا لن تكون ربيعا بل ستتحول الى خريف يجر البلاد الى سايكس بيكو
جديدة وتقسيم الدول الى دويلات.
وتأتي هذه المخاوف في وقت حذر
فيه ائتلاف دولة القانون من تسلم التيار السلفي وتنظيم القاعدة لمقاليد
السلطة في بعض الدول العربية التي شهدت تغييرات في حكوماتها إثر ثورات
شعبية، مؤكداً أن موقف الحكومة العراقية من هذه الثورات هو عدم التدخل في
شؤون الدول الأخرى.