انني
اريد ان اخرج من دائرة المتجاوزين على القانون والدستور الوضعي والشرعي
والاخلاقي ولو بالسكوت ولست من اتباع او مؤيدي الاجتهادي الاصولي ولكني من
اتباع ومؤيدي الذين يقيموا وزنا للقيم الانسانية وللحرية الفكرية والذين
لايكرهون الاخرين بالقهر والترهيب والتسقيط للاعتقاد بما يعتقدون فالاختلاف
سنة ومشيئة ألهية والموعد القيامة للبت والتبين فيما كانوا فيه يختلفون ..
ولابأس بالمجادلة بالحسنى والموعظة فهي ايظا سنة وقانون ألهي ...استوقفتني
وصية الامام علي
عليه السلام طويلا
لمالك الاشتر عندما ولاه مصر بخصوص الرعية وقال ..(( وأشعر قلبك الرحمة للرعية ،
والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ،
فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق)) فما اعدله من
قانون ان تعيش في مرحلة وتطبيق للعدل وان كنت في زمن المعصوم الذي فهو الحق
وما دونه باطل وزخرف... العدل يساوي بين الجميع بلا فرق...لان الاختلاف
مهما حصل وفي أي مفصل واساس ومثاله الدين فالجميع متساون في الخلق انت
انسان وانا انسان فهي تكفي لي ان احترمك لخلقك .. وتكفي لك ان تحترمني
لخلقي فلا مشكلة ولا جريمة ان اكون ملحدا وتكون انت موحدا مسلما فكلانا
يحمعنا قاسم مشترك هو انا وانت نظيران لبعضنا في الخلق .. وعدل الرعية ينظر
لكلانا نظرة متساوية...؟! وقطعا لامشكلة ان اكون مسلما وانت مسلما وان
اختلفنا في المذهب و في الطائفة فعندها نجتمع في الدين وفي الخلق أي كل من
اجتمع معك في الدين فهو مجتمع معك في الخلق .فهنا يكون الدافع والشعور
بالعدل والمساواة في الرعية اشد و اوجب وان تكون انت واكون انا.. مسلما
وشيعيا اثني عشريا وعراقيا واصوليا.. فهنا الرعية والمساواة اشد واشد و
اوجب واوجب ..ومخالفتها اعجب واغرب واقبح....؟! ومما جعلني اكتب هو انني في
احد الايام القريبة الماضية اطلعت على فتوى او جواب صادر من مكتب السيد
السيستاني ..يتكلم فيه عن الرعية والابوية والمساواة في النظرة والتعامل
لكل العراقيين حيث جاء في الجواب ((ج3: موقع سماحة السيد في المرجعية
الدينية في
العراق وفي خارجه واضح، وسماحته فوق المنازعات وليس طرفاً فيها ورعايته الأبوية
لجميع المؤمنين من مقلّديه وغيرهم بل للعراقيين كافة.)) واستذكرت حينها قول
الامام علي
عليه السلام الي ذكرته انفا فتحول فكري من مفهوم الكلام والاقوال الى مصاديقه وتطبيقاته في الواقع..وقطعا لانقاش في تطبيق
الامام علي
عليه السلام هو ووكلائه للعدل في الواقع حتى اعداءه شهدوا له بل انهم اعتبروا ان من
قتله عدله كما جاء على لسان عمر بن العاص عندما قال( ان من قتل علي عدله)
لانه ذوب وميع كل الواجهات والمحسوبيات وساوى بين الاشراف والعبيد وبين من
يؤمن بعلي ومن لايؤمن بعلي من يقلده ومن لايقلده...وبنفس الوقت استذكرت
الحادثة ذائعة الصيت وهي غلق مكتب الرفاعي التابع لرجل الدين السيد
الصرخي.. وحرق كتبه وحرق المصحف الشريف قمع المصلين وحبسهم وايظا تهديم بيت
من بيوت الله جامع السيد محمد باقر الصدر ومنع المصلين من الصلاة فيه
وقعمهم بقساوة وتعسف شديد؟ فاين قول الراعي من فعله؟ شتان مابينهما؟ فمن
فتح مكتب الرفاعي وبنى جامع السيد محمد باقر الصدر مسلمون عراقيون شيعة
اثني عشرية بشر خلقهم الله تعالى ويتساون مع الراعي المسؤول ولنرى ونسمع هل
طبقت
وصية الامام علي
عليه السلام الذين يعتقدون بولايته ويتسابقون للفوز بصك الجواز منه يوم القيامة؟!
ولنرى هل طبق المفتي الراعي قوله وهل طبق ووكيله في الرفاعي ومن تبعه على
هذا ؟! سباع تغنم اكلهم...فلا رحمة ولا لطف ولا محبة