علقت
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على الفوز الذى حققه حزب الإخوان
المسلمين (الحرية والعدالة) فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية،
بأنها الخطوة الأكثر أهمية على الإطلاق منذ صعود الإخوان مع بداية الربيع
العربى.
وأضافت الصحيفة، إن الفوز الذى حققه الإسلاميون "الإخوان
والسلفيون" حتى الآن جاء على حساب الليبراليين، فعلى الرغم من أن
الانتخابات لم تُجر إلا فى ثلث محافظات مصر، إلا أن هذه المرحلة تضمنت
معاقل الليبراليين المهمة فى القاهرة وبورسعيد والبحر الأحمر، بما يشير إلى
أن الموجة الإسلامية ستزداد قوة مع إجراء الانتخابات فى المحافظات التى
تضم مناطق ريفية محافظة.
ورأت الصحيفة، أن تلك النتائج الأولية تؤكد
على امتداد النفوذ المتنامى للإسلاميين فى المنطقة التى كان يحكمها من قبل
حكام مستبدون متحالفون مع الغرب، فالإسلاميون قاموا بتشكيل الحكومة فى كل
من تونس والمغرب، وسيكون لهم دور كبير فى ليبيا ما بعد القذافى، إلا أن
انتصار الإسلاميين فى مصر وهى أكبر الدول العربية وأكثرها نفوذا وحليفة
لأمريكا، وتعد محور الاستقرار الإقليمى، هو الذى سيكون لديه القدرة على قلب
النظام الموجود فى جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وتابعت الصحيفة قائلة،
إن الصعود غير المتوقع للسلفيين إلى جانب الإخوان سيحول على الأرجح دفة
المركز الثقافى والسياسى نحو اليمين، فقادة حزب الحرية والعدالة، سيشعرون
على الأرجح بضرورة منافسة السلفيين على أصوات الناخبين، وفى نفس الوقت لن
يشعروا بنفس الحاجة إلى التسوية مع الليبراليين لتشكيل حكومة.
وتنقل
الصحيفة عن الباحث بمؤسسة القرن فى القاهرة، مايكل وحيد حنا، قوله إن هذا
يعنى أن البرلمان قد يصبح شأناً يخص الإسلاميين، إذا أراد الإخوان ذلك، أى
مناظرة بين الإسلاميين الليبراليين والإسلاميين المعتدلين والإسلاميين
المحافظين.
وتوقعت الصحيفة أن الأغلبية الإسلامية الجديدة من
البرلمان ستزيد على الأرجح من صعوبة الحفاظ على الشراكة العسكرية والسياسية
مع الولايات المتحدة، على الرغم من أن الجيش قال إنه يخطط للحفاظ على
احتكار العديد من جوانب الشئون الخارجية، ولن يفوت الإسلاميون الفرصة
لانتقاد سياسات واشنطن تجاه العراق وأفغانستان وإسرائيل والفلسطينيين.
وبينما
قال الإخوان إنهم سيبقون على معاهدة السلام مع إسرائيل أو ربما يتفاوضون
عليها من جديد، إلا أن السلفيين قالوا إنهم سيطرحونها للاستفتاء. ونقلت
الصحيفة عن مسئول إسرائيلى رفض الكشف عن هويته قوله إنه من الصعب أن تكون
هذه أخبارا سارة لإسرائيل.