قال الامام السبط الحسين ابن علي سيد شباب اهل الجنة عليه السلام إنا أهل
بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومحل الرحمة، بنا فتح الله
وبنا يختم، ويزيد رجل فاسق، شارب للخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق،
ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون، وننتظر وتنتظرون أينا أحق
بالخلافة والبيعة
ذكر ابن الأثير في كامله رسالة ابن عباس ليزيد بعد
مقتل الحسين (), وطلب يزيد لمودته وقربه بعد امتناع ابن عباس عن بيعة ابن
الزبير: ((أما بعد فقد جائني كتابك فأما تركي بيعة ابن الزبير فوالله ما
أرجو بذلك برك ولا حمدك ولكن الله بالذي أنوي عليم وزعمت أنك لست بناس بري
فأحبس أيّها الإنسان برك عني فإني حابس عنك بري وسألت أن أحبب الناس إليك
وأبغضهم وأخذلهم لابن الزبير فلا ولا سرور ولا كرامة كيف وقد قتلت حسيناً
وفتيان عبد المطلب مصابيح الهدى ونجوم الاعلام غادرتهم خيولك بأمرك في صعيد
واحد مرحلين بالدماء مسلوبين بالعراء مقتولين بالظماء لا مكفنين ولا
مسودين تسفي عليهم الرياح وينشي بهم عرج البطاح حتى أتاح الله بقوم لم
يشركوا في دمائهم كفنوهم وأجنوهم وبي وبهم لو عززت وجلست مجلسك الذي جلست
فما أنسى من الأشياء فلست بناس اطرادك حسيناً من حرم رسول الله إلى حرم
الله وتسييرك الخيول إليه فما زلت بذلك حتى أشخصته إلى العراق فخرج خائفاً
يترقب فنزلت به خيلك عداوة منك لله ولرسوله ولأهل بيته الذين أذهب الله
عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً فطلبت إليكم الموادعة وسألكم الرجعة فاغتنمتم
قلة أنصاره واستئصال أهل بيته وتعاونتم عليه كأنكم قتلتم أهل بيت من الترك
والكفر, فلا شيء أعجب عندي من طلبتك ودي وقد قتلت ولد أبي وسيفك يقطر من
دمي وأنت أحد ثاري ولا يعجبك إن ظفرت بنا اليوم فلنظفرن بك يوماً والسلام))
انتهى. (الكامل في التاريخ : 3 / 466 و467).
وقال الذهبي: (كان فظاً
غليظاً, يتناول المسكر ويفعل المنكر, افتتح دولته بقتل الحسين, وختمها
بوقعة الحرّة) المصدر السابق. وقال ابن كثير: (ان يزيد كان إماماً
فاسقاً...) (البداية: 8/223). وقال المسعودي: (ولمّا شمل الناس جور يزيد
وعماله وعمّهم ظلمه وما ظهر من فسقه ومن قتله ابن بنت رسول الله (صلى الله
عليه وسلم) وأنصاره وما أظهر من شرب الخمر, سيره سيرة فرعون, بل كان فرعون
أعدل منه في رعيّته, وأنصف منه لخاصّته وعامّته أخرج أهل المدينة عامله
عليهم, وهو عثمان بن محمّد بن أبي سفيان)(مروج الذهب: 3/82).
وروي أن
عبد الله بن حنظلة الغسيل قال: (والله ما خرجنا على يزيد, حتى خفنا أن نرمى
بالحجارة من السماء, أنّه رجل ينكح أمّهات الأولاد والبنات والأخوات ويشرب
الخمر ويدع الصلاة)(الكامل: 3/310 وتاريخ الخلفاء: 165).