الخيانة والصداقة
الخيانة والصداقة
تدور
أحداث هذه القصة بين صديقتين كانا جميلتان وكانت لا تستطيع كل واحدة منهما
إلا أن ترى الأخرى لتشكي لها همومها وتتحدث عن الأسرار والخبايا ...
جمعتهما
الطفولة والدراسة حتى العمل اجتمعا به سويا كأن النصيب قد كتبا لهما هذا
لشئ قد لا يعلمه إلا الله اهو شي جميل أما لغاية في نفس يعقوب لنترك تلك
الأيام تروي لنا ما حدث فيها ..
"هبة" ذات البشرة السمراء الجذابة التي تملك عينان سوداويتين ذات الطول الممشوق
أما
"نور" فكانت على العكس تماما بشرتها الناصعة البيضاء كأنك تطل عبر جبينها
إلى سهول لبنان التي تغطيها الثلوج وعيناها الزرقاوتين الجميلتين ..
كانت
كل هذه صفاتهما المختلفة هي فقط أما صداقتهما فبقيت 20 سنة من الصداقة
التي تحمل كل معناها التي ما لبثت تتلاشى لاتقولوا لا !! بل بلى ...
هبة ونور عملتا في مؤسسة من المؤسسات الخاصة هناك وفي نفس المكتب أقصد " الذاتية" ..
وظلا
مثالا لكل الموظفين والموظفات هناك فقد كانت هبة مثال الموظفة الملتزمة
بعملها تحب أن يكون الموظف في عمله جادا بكل معنى الكلمة فهي ضمن أسرتها
البسيطة الحال لكن كان يتوفر فيها كل معاني الحب الصادقة التي تلتجئ إليها
هبة بعد عمل مطول مع الوحوش البشرية تتلافى هذا وتتجنب تلك خشية أن يوقع
أحدهما بينها وبين صديقتها التي تخسر الدنيا كلها وتربح نور هاهي دنيا
العمل احذر من الجميع حتى نفسك لأن العمل هي دنيا أخرى غير أهلك وأسرتك يجب
ان تتخيل كل من في العمل كأنهم ذئاب أما "هبة" فلقد كنت تراها وهي تعمل
وتتمنى أن تكون جميع الموظفات هكذا في مثل التزامها في عملها ودقتها لأنها
كانت هي رئيسة القسم ونور تعمل كما نقول نحن في العامية " تحت يدها " وذلك
بسبب معدلها الأعلى أما" نور" فقد استغلت هذا الشئ بعدم مبالاتها بالعمل
ورمي كل أعباء العمل على كاهل" هبة "فتراها مع موظفات في الأقسام المختلفة
تتكلم وتثرثر معهم وقد استغلت صداقة رئيستها فأصبحت لا تبالي و في نهاية
الدوام وكالعادة تحدثها عن علاقتها بعصام والحب الذي دارى بينهما وكل ما
تدخل معه أو يذهبا لكي يراها والمقابلات واللقاءات والمواعيد التي كانت
بينهما وكل شاردة و واردة . لقد كانت تحبه جدا وهو كذلك لقد كان معهما في
الجامعة شاب وسيم طويل جدا ذا البشرة الحنطية وشعره الناعم الطويل
تخبر
بها" هبة" التي لم تعرف الحب حتى الآن لأنها لم تجد الشاب التي تحبه فقد
كانت تكره العلاقات العابرة التي لاتقوم على أساس الزواج فقط بقصد التسلية.
ولذلك لم ترى ذلكم الشخص الذي سيخطف قلبها المفعم بالرومانسية والحنان
لأنها شخصية محببة من الناس والتزامها بعملها بكل صدق جذب إليها أناس كثر
لكنها في عملها في عملها وفي بيتها في بيتها .... هكذا كانت حياتها
حتى
أطل يوم شاب وسيم ذا البشرة السمراء والعينان الكبيرتان إنه" وئام" الذي
طال في وجهه الغموض لدرجة أنك لاتعرف أن تفسر مايدور في ذهنه فقد تعجز
الفراسة عن كشف ملامح شخصيته الغامضة لقد كان كالطاووس المغرور شخصيته
حقيرة وانفه الأفطس دليل على ذلك وكان مكروه في تلك المؤسسة جدا من أفعاله
وتصرفاته الغبية والحمقاء إنه عضو في مجلس الإدارة
واخذ يكلم هبة عن
العمل ومدى سعادتها به وطبعا لم تكن نور هنا فهي كالعادة في أي مكتب من
مكاتب المؤسسة إلا الذاتية وبدا كأنها تهمه جدا فقد كان يلمحها وهي داخلة
إلى مقر العمل وهي خارجة منه كأنه كان يرقبها ....
وفي صباح يوم آخر دخل
وئام مكتب الذاتية وصبح عليهما واخبرهما انه استلم في هذه المؤسسة " مدير
شؤون الموظفين" بعد أن كان مدير الإنتاج إضافة لكونه "عضو في مجلس الإدارة "
وقد هنأته هبة من كل قلبها و كأنه الإعجاب
أما نور ففرحت جدا و هنأته من كل قلبها ودعته إلى تناول القهوة في مكتبه شاء أم آبى واستغربت هبة من تصرف نور الغير المسؤول
وتتابعت
الأيام وأصبح دائما اسم" نور" مرتبط باسم" وئام" ولا تدري أي خبر يخص
الموظفين إلا وتدري من نور أولا لكنه كان دائما يرقب هبة هبة الجدية كما
وصفها لان شخصيتها ملتزمة وتشعر بأنها في موضع المسؤولية هكذا حتى بدا يكلم
هبة قبل أن تأتي نور وأخبرت هذه المرة هبة نور بقصتها مع وئام فقد كانت
تقول لها أنني كأنني أحببت... فجن جنونها ولا تكاد تصدق ماتسمع ولكن دون أن
تخبرها بأي شئ
هكذا حتى ابتدأت نور بالتقرب الشديد من وئام وإغرائه بأي
شي مستغلة في ذلك مركزه المرموق في المؤسسة وبأنه من أصحاب القرار في
المؤسسة فهي تريد أن تتخلص من مركز المرؤوس في هذه المؤسسة وتتحول إلى
رئيسة القسم بدلا من هبة حتى كشرت عن أنيابها طول هذه المدة بعدما أخبرت
هبة بسفر عصام إلى الخليج للعمل من اجل الزواج منها ولكن هبة مشغولة
بالتفكير بنور وحماقتها لماذا كل هذه التصرفات ؟؟ تريد خطف حب عمري مني ؟
ماذا فعلت معها ؟ لماذا لم يعد وئام يتكلم معي كالسابق ؟ ولكن المفاجأة
التي أذهلت الجميع فقد دخل سعيد وهو موظف في قسم المحاسبة في المؤسسة إلى
قسم الذاتية الذي كان يشتعل النار فيها نور التي تفكر كيف ستجعل من وئام
خاتم بيدها وهبة التي تفكر بصديقتها وحماقتها وسألهم بأن هل ستذهبون معنا
لنبارك لوئام في مولدته الأولى هنا ارتسمت معالم الفجأة والذهلة في وجوههن
وأخذت كل واحدة تنظر إلى الأخرى واعتذرتا الاثنتين عن الذهاب لمباركة وئام
حتى تتالت الأيام وأصبحا الموظفين والموظفات يشفقن على هبة ونور ماذا احلّ
بهما بعد كل هذا الانسجام والتعاون والحب الذي تلاشى هما الذين اتفقا أن لا
يختلفا أبدا مهما دعت الظروف وان يبقيا يد واحدة
وفي اليوم التالي ذهبت نور لتبارك لوئام في مكتبه وبعد فترة ذهبت هبة للغرض نفسه ..
ولكن
وئام كان لايريد أن يخبر أحد في المؤسسة بأنه متزوج وخصوصا هبة ونور ولكن
هبة فقد تغير الجو عليها فهذا الذي كانت تعامله على أمل أن يصبح حبيب لها
أصبح لديها كأي موظف عادي وعادي جدا حتى أنها استغربت كيف يستطيع أن يعلق
قلب الفتيات وزوجته في المنزل لا تدري بشئ
أما نور فعلى العكس تماما
فقد ازدادت في التقرب منه واخبرها بان زوجته شيئا وهي شيئا آخر .. أولا
يستطيع الشاب أن يحب وهو متزوج أم ماذا ؟ هنا استغربت نور لأنها لاتريد
الحب بل تريد أن تتخلص من كونها مرؤوسة إلى رئيسة قسمها لقد أغرته فعلا و
تتالت الأيام والشهور المتقشفة بين نور وهبة علني استغرب لماذا؟ وكيف ؟ ومن أجل من ؟
حتى
عرضت نور على وئام أن يثبت فعلا بأنه يحبها واتفقا على أن يخرجا هبة من
تلك المؤسسة لقد وصلت النذالة من هذه الفتاة إلى هنا ...فعلا أنها الصداقة
في زمننا هذا ...
وعملا بوسعمها واستغلت نور منصب وئام في مجلس إدارة الشركة على اتخاذ القرار حتى
أعلم
هبة بأن تقدم طلب الاستقالة ..وهنا تتالت الأسئلة من هبة لماذا؟ أنا غير
مقصرة في عملي ؟ ولكن جواب وئام كان كشخصيته تافه وليس له معنى بأن الإدارة
استغنت عن خدماتها لنور وهنا وقفت تنظر إليهما نظرة كانوا لو أن بهما
إحساس لتمنا الموت قبل هذه النظرة
وتتالت الأيام وهي لاتسمع من نور
تبرير ولاحتى اتصال وبعد أن حصلت على الذي تريده فقد تغيرت معاملتها لوئام
بعد أن حصلت على ماتريده وأراد أن ينتقم من نور لأنه ثبت لها أنها فتاة لا
تهمها غير مصلحتها وأنني طردت عمال وموظفين كثر ولن أتوقف على طردك من عملك
وعندما طرح هذا القرار مثبت ببراهين وأسباب اخترعها هو كعادته رفض هذا
القرار من رئيس مجلس الإدارة لقد كان أول قرار يرفض له من عدة سنوات وذلك
لان الشركة لاتريد الآن أن تستغني عن موظف واحد وهنا ثار غضبه وهدد بأنه يا
هو يا هي في هذه الشركة وكان جواب رئيس مجلس الإدارة بأنك حر وتستطيع
تقديم طلب الإجازة لقد فوجئ وئام بهذا الجواب لأنه لم يكن يتوقعه أبدا بعد
هذه السنوات من العمل في هذه الشركة وبالفعل استقال ولكن قبل أن يستقيل دخل
على نور وهددها بحياتها واقسم ...
حتى مرت الأيام وأصيب وئام بالسرطان في الدم إلا أن وافته المنية ...قبل أن ينفذ الوعد...في أيام سبتمبر أيلول
أما نور فقد أصبحت مديرة لكبرى شركات الدولة وأموالها الطائلة التي خنقت البنوك
لقد تحقق حلمها هذا ولكن هذه الدنيا تعطي شئ وتأخذ شيئا أثمن بعد أن تزوج عصام فتاة غيرها وتوفيت أمها وخسرت صديقتها هبة إلى الأبد
أما
هبة فقد تزوجت بعد أن واجهت الحب وعرفته أخيرا وتزوجت ممن تحب وأنجبت
طفلتين جمييلتيين عاشا في كنفها وكنف أباهما ......... وهي مليئة بالإخلاص
ومازالت تقع في فخه....
ملاحظة : هذه القصة موجودة ونور موجودة
وتراها كل يوم ووئام موجود أكثر ولكن مازال على قيد الحياة أما هبة فلم تكد
تراها لقد أصبحت من النوادر في حياتنا وأيامنا
شاهد من هنا عالم المرأة : الخيانة والصداقة