يا أول القبلات ونهاية الآهات
وبداية البدايات .
شارع وممر خشبي و نقاط مبعثرة
وورق أبيض .... وبسمة حانية .. ووردة نرجس
ووشاح أبيض على الجبين
وهمسة تأخذني لجمع نقطي
وخدش ممري الخشبي
وتلميع الشارع من جديد
بالفرشاة
كالحذاء ... .
منهمكة أوراقي ترسم حلمي الحزين
و تعرف أي حذاء يدوس على
قبلاتي الأولى و آهاتي وبداياتي
قريبا جدا
سيسافرون و يتركون الدار نظيفة
ونقاط مبعثرة
من على رف مبلل بدمعاتي ... و الحنين
حالما يرحلون حتما ستكون الدار نظيفة
وتزهر أشجار الفلين
و يُكتب للحياة أن تفتح ممري الخشبي
أيتها الحالمة كطيور النورس
و المبعثرة على دربي
لا درب بعد اليوم
فأشجاري قطعت وصار ممرا لي
خشبي اللون ، والفؤاد ، و ساكن النبضات
أي سير على الحبل كالبهلوان
و أي قفز من على نقاطي المبعثرة
يا أول القبلات ونهاية النهايات و بداية البدايات
منذ متى تقرعين بابي
و تخدشين المحيا
و تمزقين أوراقي
منذ متى ؟
كالفارس المجنون دون فرس جموح .
ومنذ متى لا لجام و سرج و لا وميض
ليس لي الساعة غير زفرة خاشعة
وتنهيدة طويلة المدى
بين المشرقين
وبين المغربين
و بين جبينك و أخمص القدمين
يا آهتي الحزينة على بابك المبتور
من الذاكرة
نسيت رقم بابك و العنوان
ونسيت كم دقات على الجرس النحاسي
ونسيت كم حرف أقول
أمام صخرة القلوب
لا سحر لدي من ملوك الجان
و اسطورة الكأس الفضية
ولا البطل علي المقدام
هكذا تخرجين على حين غفلة
وتتركين الباب مفتوح
وتلمعين الشارع و السياج الخشبي
و الممر
و تبعثرين النقاط من جديد
بعد إذ جمعتها
لا حظ لي غير الشوك
وغير الرياح و الدقيق
لا حيلة حبيبتي
في جمع دقيق يوم ريح على شوك نثروه
لا حظ لي و أنا الحافي والممر مشوك
خشبي المبسم
و الفؤاد
و خشبي النقاط المبعثرة
و خشبي الأقلام و الأوراق و الأصوات و الحنين
خشبي الحب
و الشارع القديم
و شجرة الصرو العتيقة و الزيتون و التوت
يا أول القبلات ونهاية النهايات وبداية البدايات