بناء الأوطان

السودان دولة عضو في جامعة الدول العربية وفي الاتحاد الإفريقي وهي أكبر
الدول من حيث المساحة في أفريقيا والوطن العربي، وتحتل المرتبة العاشرة بين
بلدان العالم الأكبر مساحة، السمة الرئيسية فيه هي نهر النيل وروافد.. ما
بين القومين هو تعريف السودان في ويكيبيديا الموسوعة الحرة على شبكة
الانترنت، الآن انظر عزيزي القارئ حولك أذا كنت في السودان واكتب لنا
تعريفا واقعيا بصدق .. واذكر أن كنت تشعر بما كتب في الأعلى بالويكيبيديا..

يقولون أن الهدم أسهل من البناء، فإذا أراد احدنا أن يبني منزلا من طين
سيتبع بلا شك كل الخطوات اللازمة لإنشاء المنزل ابتداء من الأساس الذي
سيقوم عليه مرورا بالمراحل الوسطى ثم النهائية حتى يصل إلى النهاية، ولكن
أذا أراد يوما أن يهدم ذلك المنزل فانه سيبدأ بالكسر من أي موضع وسيكسر دون
رحمة حتى يجعله خاويا على عروشه.. كذلك بناء الأوطان واستنهاض الشعوب
عزيزي القارئ ..يبدأ بالعزيمة والجدية والنية الصافية التي تستطيع من
خلالها بناء وطن صغير فتجعله في مصاف الدول المتقدمة والعظمى.. ويمكن أيضا
إن تجعله في أسفل السافلين كما نفعل نحن في السودان بكل صراحة..قادتنا
البواسل الذين يتمتعون بالنزاهة والفكر الرصين ..عافاهم الله..باتو الآن
ينظرون إلى وطن لم يبقوا فيه شبرا إلا به ضربة معول.. وجرح عميق.. ينظرون
إليه لا لإنقاذه بل لتخرج روحه ثم يدفنونه ويقرأون عليه الفاتحة، ومع
السلامة.. هذا لانهم لا يعلمون كيف تبنى الاوطان ..او ربما لا يريدون ان
يعلموا.. لانهم لا يعلمون إن اليابان استطاعت وبعد انهزامها في حربين
عالميتين من النهوض إلى مصاف الدول المتطورة بل وصلت لتكون الدولة الثانية
اقتصاديا بالعالم علما بأنها دولة شحيحة الموارد الطبيعية.. لأنهم لا
يعلمون إن ألمانيا سارت على نفس خطى اليابان بعد انهزامها في نفس الحربين
العالميتين ووصلت لتكون الدولة الثالثة اقتصاديا بالعالم.. ويعلمون علم
اليقين نعلم نحن معهم إننا هزمنا أنفسنا في الحرب ضد أنفسنا..ثم عجزنا عن
تضميد جراحنا والنهوض كما فعل الآخرون..نحن الآن في جمهورية السودان
اللاديمقراطية نحمل المعاول والفؤوس ونود هدم بلاد لم نكمل بناءها بعد ..
هذا أن كنا قد بدأنا في بناءها أصلا.. بلادنا التي يساوي حجم احد أحياءها
حجم سنغافورة وهي مجرد جزيرة صغيرة تقطعها من أقصاها بالمترو في حدود 45
دقيقة، وهي تقريباً خالية من كل الموارد الطبيعية الثمينة، وكانت تعتبر
دولة متخلفة قبل عقود قليلة جداً من الزمن، ولم تبدأ مسيرتها التنموية بشكل
جاد إلا في بداية السبعينيات الميلادية.الآن تعتبر سنغافورة في قائمة أكثر
عشر دول في العالم من ناحية الاستقرار الاقتصادي ومن ناحية معدلات النمو،
وهي محطة سياحية لملايين السياح في كل عام، كما أنها محطة تجارية لا يستغني
عنها كل من يفكر في شرق آسيا.. سنغافورة أصبحت أفضل منا بألف مرة بفض
التفكير والبناء السليم للقائمين على الأمر فيها.. وبتفاني رئيس وزرائها
الأسبق لي كوان يو الذي كان أول رئيس وزراء لجمهورية سنغافورة من 1959 إلى
1990، وفي ظل حكمه أصبحت سنغافورة واحدة من أكثر أقطار آسيا ازدهارًا، وقد
مارست حكومته سيطرة قوية على اقتصاد الدولة ونظامها السياسي. استقال لي من
رئاسة الوزراء عام 1990م، وخلفه گوه تشوك تونگ. غير أنه لي بقي شخصية
سياسية مهمة بوصفه رئيسًا لحزبه السياسي..سنغافورة هذه الدولة المدينة التي
لا تتعدى مساحتها
لا 800 كلم مربع استطاعت النهوض لمصاف الدول المتطورة في غضون ثلاثة عقود
واهيا اللي كانت تشتكي من فقر مرير للدولة ولسكانها.. نحن الآن أيها السادة
علينا أن نخجل أذا قرأنا مثل هذه التجارب.. دول نهضت ودول ما زالت تغط في
نوم عميق.. أنني اقترح أن يتم أنشاء معهد لتعليم المسئولين لدينا كيفية
بناء الأوطان.. وإدارة الاقتصاد ومسؤولية الجلوس على الكرسي..وان تسن
قوانين تحرم وتجرم بناء الثروات الشخصية على حساب الوطن.. وبما أن الوطن
الآن في مرحلة حرجة يجب العمل من اجل إكمال بنائه بشتى الطرق .. انهياره
وتقسيمه جريمة لن يسامحنا عليها التاريخ.

بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز

وفي انتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب