عـليـنا ان نــتمهل حـينما تـفاجئنـا أحــلامـنا وهي تـتـحقق أمـام اعيننا, ونتريث ونـحن نـستكمل
صـورتـها خطوه بـخطوه فـكل منـا قـد خلـق شـغوفـا بالـمستقبل , يـتلهف اليه ويحـلم به في اليـقظة والـمنام
ونـحـيا والـتـفاؤل يحـتويـنا لحـظات ويلـفظـنا درجة تجــعله يبتـعد ابـتعادا كـليا عن الـمنطق أنـه يسـتطيع ان يغير
مـن واقـعه على حـساب مستـقبـله , ويـتوهم بأمور في علم الـغيب ويحـاكم الواقـع الـذي يـحتـويه ويضيق بـه
ويـخرج من نـطاقه , ويعـيش في وهم ويـتوه في مـشاعر الـخوف والقـلق التي تـلد بـعضهـا بـعضا ,
ويحــاول التـغلب على هـذه الأحاسـيـس , ولكـن في الـنهايـة يـجد ان أحلامه تتغـلب عليه , فـهو قـد تـجاوز
الواقـع وطـار بأجنـحة تـحوس عـالم الـخـيال ونـسى انـه لا يـمـلك مـن الأمـر شـيـئا خـصوصـا ان أحـلامـنا لاتـقـف عـند حد
الـقـليل مـنا من يستطـيع ان يـكبح جـماح أحلامـه ويــعتزم بأرادتـه ويـقف في وجــه أمنيـاتـه التي قد تتـحول الى اطـماع ,
ونـادرا مـا يـوجد بيـننا من يوازن بين طـموحـه وظروفـه ويتـوقف قـبل الوصــول الى الهــاوية , حـيث يـكون السـقوط
لـحظـتـها قــاسـيـا.
مـن حق اي أنـسان ان يـطمـح اللأكـثر والأفـضل وذلـك أمـر مـشروع ورائـع , لـكن هـناك الأهـم وهـو ان يـعرف مـدى
قـدراتـه وامـكانـاتـه و طـموحاتـه ويوازن بيـنها , فالـبـعض عـنـدما تـكون تـطلعاتـه وأكثـر من قـدراتـه وطـموحـاته اكـثر
مـن قـدراته وطـموحـاته أكـبر من مـؤهلاتـه , أي انـه يـحلم بـعنف ويـطيـح بـقسوة فإنـه أحـلامـه تـقوده في الـنهايـه
للـهاويـة , لأنــه أنـدفع بـلهفة تـحت تأثـير حـرمـانه , فـكان يرى أحـلامـه كـما يريد ان يـراهـا لا كـما هي علـيه
ويـتجـاوز الـمتنـاقـضات أمـلا في عـلاجـها مسـتقبلاً , ولـكن مع الأسـف تـكون قد كبـرت مـع الأيــام ووصـلـت الى مـرحلة
يـعـجز عـن اصـلاحـها .
عـليـنا ان نفـكرفي الــنـجاح مـن الــنظـر الى الأمـام ولـيس الى الوراء , فـنحـن دائـما نتكلم ونتـذكـر مآثر وامـجادا ماضيـه
وننــسى الــحـاضـر.
مـن الطبيعي ان نتـحرك في اتـجاه تـحقيـق اهـدفـنا وأحلامـنا , تـدفـعـنا الـثقـه بالله سـبحـانه وتـعالى ويـقيننا بأننا سنحقق
طـموحـنا ولو جـزمنـا وعزمنـا وصممـنا سننـجح .
عـليـنا ان ننظــر الـى الـداخـل ولا نـجعل الـخارج يـؤثـر عليـنا ونـكون على ثقـة بـقدراتـنا وامـكانـاتنـا فالـنجاح يتسـع للجمـيع ,
علينا الا نرى القمـه على شكل هـرم لا تـكـفي إلا لواحـد لأنـها تتسـع لـنا ولغيـرنا , والفشـل قد يكون بمـثابة ضـوء من الله
ليـشحن نفـسه بالثـقه ويفـتح أمامـه أبـواب الــحياة ويـدفعـه للنجـاح ويعطـله على جــمال الحياة ..فـنحن لانـملك إلا حاضر
أمـا الآتي فـهو مـجرد وهـم نـحولـه بقـلقنـا الى سيـاط تجــلد واقعنـا فـلم الخــوف مـن قـادم لـم يصـل ونـفسـد واقـعا
نعـيـش فـيه ؟؟
لـيـكن الــحب وحده الـوسـيلة والـغايـه في الـمساحه الزمـنيـه البـاقيـه لـنا في حـياتـنا ونـغتنـم فـرصة الوجـود والحــضور
والـقدره على الـسعاده في وقتنا الراهـن .
ولا تـقضـي وقــتـا طويـلا نـبحـث عـن أحــلامــنا الجـميـله خـارج حـدودنـأ ونتعقـب خـطواتـها ونـرصـد ظـلها المـتسرب
من بيـن أيدينـا لأننـا بـعد طـول عـناء سـنكتـشـف أن تحقـيقهـا كـامن في اعمـاقنـا وذلك حـين نـصـل الـى الرضـا عن انـفـسنـا .